jeudi 3 mars 2016

أهمية الفنون في المجتمع الإنساني







إنّ تعبير الإنسان عن حاجته لرؤية العالم قد تتحقّق من خلال الدّين أو من خلال الفنّ والعلم أيضا.فالفنّ كرؤية للعالم هو تعبير  جمالي عن أفكار وتصوّرات الشعوب، توصلت إليها بحكم بحثها عن إثبات خلودها وبقائها.
فهذا نعني بالفنّ؟ وماهي وظيفة في المجتمع الإنساني؟
سنحاول الإجابة عن هذه التساؤلات من خلال تحديدنا لمفهوم الفنّ بما هو تعبير إنساني يدلّ عن مرحلة من مراحل الوعي. وهو أداة تبليغ وتواصل لأنّه يعتبر من مكملات الخطاب الكلامي من حيث البنية والدّلالاتـ يمثل وسيطا بين أفراد المجتمع الواحد ويبين المجتمعات ككلّ.
ويعدّ الفنّ أيضا ميدانا شاسعا للتعبير عن الانفعالات والأحاسيس والطاقات الكامنة، فكلّ عمل فنّي يتخذ موضوعا معيّنا ومن هنا تنطلق مهمة الفنّان المتمثلة في قدرته على تحويل هواجسه إلى عمل يحمل في طياته أبعاد دلالية متعدّدة ورؤى تعبيرية تترجم عنها. فالفنّان يمتلك القدرة في بناء عالم مثالي خيالي يعبر فيه عن نفسه كيف ماشاء ويشبع فيه رغباته الحسيّة كما أنه يمتلك آن القدرة على العودة إلى الواقع المعاش. فميدان الفنّ إذن هو ميدان رحب يلجأ إليه الفنان ليعبّر عن انسحابه و رفضه  للواقع، لكنّه أيضا ميدان للكينونة والتجسّس والتواصل مع الآخر ومن هنا يمكننا القول أنّ من أهم خاصيات الفنّان هي المراوحة بين الواقع والخيال أي بين الحاضر المعاش والغائب المنشود.
يتمّ الإبداع الفني عن طريق تطويع واستعمال عناصر أولية لمادة أو لموضوع قائم الذات، ويمثل الواقع في مناسبات عدّة من الموضوع. يقوم العمل الفنّي على عدّة شروط لعلّ من أبرزها عدم اختزاله على أنّه مجرّد إعادة بناء للواقع وإنتاج يصور أشكال خالية من المضمون فتوفّر الشكل فقط لا يبيح الحديث عن فنّ في أتمّ معانيه » في ذات الحين وعلى مستوى أعمق فالتجربة الفنية تساهم في نجاح العمل الفني باعتبارها تتجاوز حرامة العقل والمنط، فالتجربة الفنيّة هي في نفس الوقت تجربة انفعالية. من جهة أخرى يعتبر الإبداع بما هو سمة العمل الفنّي- مهارة وقدرة على رؤية الأشياء على نحو مغاير لما هو مألوف ورتيب، ولذلك تقترن سمة الإبداع بحضور الذّات والانفتاح لأنّ العمل الفنّي يخترق المحدودية ويتجاوز الحدود الذي يفرضها الواقع.
فالتجربة الفنية إذن تمثل محاولة للكشف عما يتخطّى المعطيات الحسيّة المباشرة وينطلق في عالم من الأحياء باللامحدودية .
مثلما يقوم  العمل الفني على شروط تساعد منتجه على تحقيق نجاحه وتمكنه من ارساء أفكاره في المجتمع، فهو  مطالب بالخوض في الواقع ومحاولة إحداث بعض التغييرات في الجوانب التي تستوجب إعادة النظر فيها ومحاولة طرح ودراسة مواضيع جديدة وبديلة وذلك بحكم أنّ العمل الفني لا يخضع لشروط تعيين ثابتة ولا لمعايير حياتية نهائية محنّطة. فالإبداع بساهم بدور هام في تغيير هذه الوقائع ذلك أنّه يعد من بين المهارات والقدرات التي تقدم الواقع برؤية أو بطريقة نحو مغايرة لما هو مألوف.
ويمكن القول أنّ الفنّ يضطلع بالإضافة إلى وظيفة التعبيرية على الوظيفة النقدية ذات البعد الإيديولوجي أو الفكري للفنّان نفسه.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire